التابوت ..-عبدالواحد محمد - القاهرة - مصر
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
قصة/نصوص

التابوت ..

  عبدالواحد محمد    

هرج ومرج في فناء منزل عتيق .. وهو يبحلق في وجوههم الداكنة .. يقسم في صمت عن جلدهم .. منعهم من الصخب والعويل .. آه  لايوجد قانون يمنع البكاء ؟
الفرح ؟
الموت ؟
ظل يقرأ من بردية لاتتجاوز حجمها كف اليد الصغيرة .. طلاسم .. ورموز .. بلغة أقرب للسريالية !
والجمع يتوافد في فناء المنزل .. كالماراثون الرياضي.. تذكر أن منادي مدينتهم الأعرج .. الملعون .. هو السبب ..الذي أرشدهم عن منزل جده الكبير !
الذي رحل في ظروف غامضة .. وهو يتوكأ علي عصاه .. متوجها إلي المعبد الكبير في يوم مطير .. لكي يلقي خطبة الأحتفال.. بعيد التنصيب للكاهن الأعظم ؟
وتذكر جده.. الذي نقشت صورته ..علي معبد المدينة.. فتيا .... متجهما
بعيناه العميقتين المخيفتين ..وكأنهما كتبت صلوات غائبة ؟
 وهو تفتح له كل الأبواب المغلقة ؟
وغير المغلقة ؟
ومعجزة عصاه التي طردت كثير من عفاريت المدينة ليلا .. قبل أن تنال من نسائها !
أطفالها !
شيوخها !
وكل من تزعجهم كلمة عفريت ؟
بحلق أكثر في وجوههم المتمردة  ..التي نال منها فيروس (سي) !
والتي تجهل عمدا .. حقيقة هذا الكيان .. البيت العريق .. وهم يشوهون بثرثرتهم صورته الهلامية .. بفعلهم الأحمق ؟
بهمجيتهم التي أنغمسوا فيها بعد رحيل جده بعقود !
 إلي عالم غير معروف ؟
توعدهم .. وهو يقول .. زبالة .. زبالة ... زبالة .. كأنه يقسم قسم جديد ؟
ربما الهمته البردية الصغيرة .. شئ ما جعله يردد مثل هذه العبارة المؤلمة ؟
ثم برقت عيناه كأنها الرعد .. وتفحص وجوههم بقسوة عهد وزمن ؟
صائحا في صمت .. يبدو خائفا من المواجهة .. التي لم يتوارثها عن جده .. سوف القيكم جميعا في التابوت .. لتلتهمكم اسماك القرش المفترسة ؟
أنتم خير طعام شهي لهم .. ورد الجميل لجدي الذي فقدناه .. بسببكم يابلاوي.. منذ عقود طويلة ؟
طويلة ؟
طويلة ؟
وهم يواصلون صخبهم.. سعالهم ..  صوب الفناء الخارجي ..يندبون ..ينزفون ..لايحلمون؟
 يعلقون علي فاصل من فصول المدينة البائسة ؟
لا.. فصول من همومهم التي تجاوزت حد السهر بلا نوم ؟
العمل دون طعام يسد الرمق ؟
المرض دون أمل في الشفاء .. العلاج .. وصوت يحنو عليهم ..أنتم لستم زبالة
عهد وعهود؟
أنتم الذين نورتمونا .. ولكم كل التحية .. ودائما زورنا .. زورنا .. زورنا ..صوت قادم من بعيد .. لاتصدقوا مثل هذه الكلمات .. هل تعرفون كلمة دبلوماسية ؟
كلا وألف كلا .. يابلاوي ؟

ربما سعوا في أعماقهم إلي التابوت... حلا ..لأرق لاينتهي ؟
ومازال هو الآخر يقرأ من البردية سطور غير مفهومة ؟
سريالية جديدة !
سريالية جديدة !



 
  عبدالواحد محمد - القاهرة - مصر (2010-08-05)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

التابوت ..-عبدالواحد محمد - القاهرة - مصر

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia